البلوكتشين مصطلح جديد اقتحم العالم مؤخراً بالتوازي مع التوجه الكبير الحاصل من قبل الناس نحو العالم الرقمي، وقد أثار هذا المفهوم الرغبة عند الكثيرين في البحث عنه ومحاولة فهمه، ولماذا هذه التقنية بالتحديد؟ وفي مقالنا هذا سنفصل القول عن كل ما يتعلق بتقنية البلوكتشين بشرح مبسط وسهل العرض.
مراحل تطور تقنية البلوكتشين؟
أُصدرت البلوكتشين عام 1991 وذلك بهدفٍ واحد يرمي إلى “حفظ المعلومات” المتواجدة على شبكة الإنترنت، لكن الأمر لم يقتصر هنا فحسب بل توسع حينما ظهرت العملة المشفرة البتكوين بالتحديد من بين مجموع العملات المشفرة، فتقوم “البلوكتشين” بحفظ وتخزين المعلومات التي تتعلق بالعملات المشفرة، لذلك فيوجد أكثر من عشرة آلاف عملة مشفرة على هذه التقنية.
ومع مرور الوقت تبيّن أن البلوكتشين طريقة ذات فاعلية عالية لتوثيق بيانات المعاملات وحفظها في المجالات كافة ومنها مجال الرموز الغير قابلة للاستبدال NFT.
ومن ثم تطورت أخيراً هذه التقنية مما جعل الكثير من الشركات تقوم بحفظ بياتاتها على المنصة؛ في خطوة لتسهيل مهمّة تأريخ وفرز المستندات والمعاملات المختلفة.
ما السبب وراء طرح تقنية البلوك شين ؟
القائمون على هذه التقنية أرجعوا السبب في طرح التقنية إلى الرغبة في جعلها وسيلة لحل مشاكل التأكد والتثبت من العملات والأصول الرقمية، لاسيما وأن العالم الافتراضي مخالف للواقع الذي تتم فيه عملية التثبث من الأوراق النقدية بسهولة، فتعتبر البلوكتيشن هي القانون الذي يحمي المستخدمين من الاختراقات وعمليات التزوير لاسيما وأن الإنترنت لا رقابة عليه ولا حدود.
تمارس تقنية البلوكتيشن عملها ارتكازاً على نظام لامركزي، والمقصود باللامركزي عدم وجود وسطاء من الحكومات فتتم عملية تسجيل العملات وتداولها دون الحاجة لذلك.
وخلاصة سبب وجودها بشكل أساس هي جعلها وسيلة صعبة تمنع عملية التزوير ويجعلها مكاناً آمناً، وتعتبر جزء من نظام رقمي لتسجيل البيانات والمعاملات بدقة وأمان بدون وسيط ثالث ويعرف بتقنية (DLT)
آلية عمل تقنية البلوكتشين؟
لا بد أن سؤالاً خطر على بالك يتعلق بكيفية قيام البلوكتيشن بإنشاء تلك السجلات وتوثيقها بأمان، والإجابة ترتكز على الخطوات الآتية:
- تقوم التقنية باختيار المعلومات المتشابهة ومن ثم وضعها في مجموعات تحت اسم Blocks
- عند امتلاء تلك المجموعات فإنها تقوم بالارتباط بمجموعات مملوءة سابقاً لتتشكل سلسلة تدعى Blockchain.
ما هي المزايا التي تقدمها تقنية البلوكتيشن
تساعد هذه التقنية في العديد من الأمور ومن أهم مزاياها:
- الأمان الذي توفره في المعاملات بتكاليف نسبياً معقولة ومُحتملة.
- معالجة البيانات والقيام بعملية التدقيق التي تحتاجها هذه البيانات بشكل غاية في الدقة.
- القيام بعملية التحقق للمعاملات ذات الخطوات المتعددة التي يلزمها التتبع.
- استخدامها في إدارة العناوين والسندات وكذلك في منصات التصويت.
- تساعد في التسهيل على المستهلكين فيما يتعلق بتقديم العقود وإدارتها.
ما هي درجة الأمان الذي تمنحه التقنية للمستهلكين ؟
سعت التقنية منذ طرحها لتحقيق أقصى درجات من الأمان واللامركزية لأن الهدف من إيجادها هو منع أية اختراقات للبيانات التي تنتمي إليها.
وللتأكد من الأمان الذي توفره التقنية فيتم أولاً التخزين التسلسلي للمجموعات (Blocks) وفي نهاية كل عملية يتم إضافتها الأمر الذي يجعل من إمكانية تغييرها صعب، وكذلك فالصعوبة تطال تغيير المجموعات التي تسبقها؛ استناداً على ما تمنحه من طابع زمني.
والمقصود بذلك كله صعوبة تغيير معلومات أي مجموعة ومحتوياتها إلا بإذن جميع الأطرف، وفي حال تغيير أي محتوى دون الموافقة فذلك يظهر بسرعى ؛ لأن أرقام السلسلة تبدأ تختلف وبالتالي ستظهر المجموعة التي يوجد بها مشكلة من فورها.
ما أنواع البلوكتشين ؟
تتباين أنواع البلوكتيشن وتختلف وكل نوع له استخدامه الموضوع له ومن هذه الأنواع:
- شبكة البلوكتيشن العامة: وهذا النوع متاحٌ للجميع، ويمكن لأي أحد القيام بدون قيود بالمشاركة فيها، والغالبية العظمى من العملات المشفرة تعمل على شبكة البلوكتيشن العام
- البلوكتشين المرخص أو الخاص: يتيح هذا النوع لأصحاب الشركات والمؤسسات التصريح بوضع قواعد معينة وضوابط للأشخاص الذين يمكنهم التحكم في البيانات والوصول إليها.
ختاماً كانت نظرة مفصلة عن هذه التقنية التي من المتوقع أن تتوسع وتنتشر في المستقبل ولاسيما في مجالات التجارة والأعمال والعقارات والطب، لذلك يجب على كل من يبحث من المطورين والمهتمين الذين يرغبون بتطوير مهاراتهم في المجالات بتعلم هذه التقنية عن طريق دورات تدريبية والقراءات المختلفة التي توضح طبيعة هذه التقنية.
